
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: «وإذا أحببت أن تحقِر عملك، فتفكر فيما أنعم الله عليك، وقدر ما عمل الصالحون قبلك، وقدر عقوبته في الذنوب، إنما فعل بآدم الذي فعل بأكلة أكلها، فقال: {وَعَصَىٰٓ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ} [طه: 121]، وإنما لَعَن إبليسَ وجعلَه شيطانًا رجيمًا مِن أجل سجدة أبى أن يسجدها، وجعل منهم قردة وخنازير من أجل حيتانٍ أصابوها يوم السبت، وقد نُهُوا أن يَعْدُوا فيه، فتفَكَّر في نعيم الجنة وملكها وكرامتها، فإذا فكَّرْت في هذا كله عرفتَ نفسَك، وحقَّرت عمَلَك، وعلمتَ أنَّ عمَلَك لن يغني عنك شيئًا إلا أن يتغمدك الله برحمته وبعفوه».