لأن الباعث للأكثرين على نشر العلم إنما هو لذة الاستيلاء والفرح بكثرة الأتباع، والاستبشار بالحمد والثناء، والشيطان يُلَبِّس عليهم ذلك ويقول: غَرَضكم نشر دين الله والدفاع عن الشرع.
وترى الواعظ يفرح بقبول الناس قوله وإقبالهم عليه، وهو يدَّعي أنه يفرح بما يُسِّرَ له مِن نصرة الدين، ولو ظهر من أقرانه مَن هو أحسن منه وعظًا، وانصرف الناس عنه وأقبلوا عليه ساءَه ذلك وغَمَّه، ولو كان باعثه الدينُ لَشَكر اللهَ تعالى إذ كفاه الله تعالى هذا المهمَّ بغيره.