المسلمون ونصرة قضايا الأمة
النصرة ليست فضلًا أو مِنَّة، بل صدقةٌ يتصدق المرء بها على نفسه، وعملٌ يسعى فيه لاستنقاذها، قال الله تعالى: (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه).
على هذا الخلق السامق الكريم يتربى المسلم، مُستشعرًا فاقَتَه وحاجته الخاصة للإنفاق والبذل، والسعي في أبواب البر لنصرة المسلمين ونجدة المستغيثين، وأنَّ الفضل في ذلك لله وحده الذي استعمله في طاعته، وشرح صدره لنصرة إخوانه، ووفَّقَه لفعل ذلك الخير… فالمقام ليس مقامَ مِنَّة على الله عز وجل ولا على النّاس، وليس مَقامَ عُجْبٍ أو تفاخرٍ أو استعلاء على النَّاس.
فطوبى للمُوَفَّق الذي يُجري الله على يديه الخير، فقد قال النبي ﷺ: «إنّ من النّاس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإنّ مِن النّاس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه».